نقل ملخص كتاب السماح بالرحيل لا يعني بالضرورة أن أتبنى كل أو بعض ما جاء في الكتاب، فالأفكار التي ترد في الملخصات مردها للكاتب وليس للموقع، فإن وردت أفكار في الملخص قد لا توافق عليها ناقشها معنا في التعليقات.

ملخص كتاب السماح بالرحيل

ما الذي يدفع الشخص للانتحار؟ إلى أي درجة من اليأس والاكتئاب وصل حتى يقدم على ذلك؟ إلى أي درجة اسودت الدنيا في عينيه؟ هل خلع عالمه من أي لون ومن أي أمل حتى يرى كل شيء أسود؟ إلى أي درجة تراكمت المشاعر السلبية في عقله وفي قلبه؟ ألا يوجد في حياته شيء يعيش من أجله ويحارب من أجله؟ ألا يوجد ثمة شخص يقاوم من أجله؟ الحقيقة أن الإنسان لا يصل إلى مثل هذه الحالة بين عشية وضحاها، بل هي تراكمات من مشاعر سلبية كثيرة من حزن وقلق وخوف وشك وغضب استمرت ربما لسنوات، وتفاقم فيها اليأس والإحباط بسبب ظروف ومواقف مر بها ولم يتعامل معها بصورة صحيحة.

ملخص كتاب السماح بالرحيل pdf

صار الناس يتألمون أكثر وأكثر حتى مع النجاح المادي والتطور المهني، وحتى مع تعدد أساليب الترفيه ومصادر السعادة، وقليلون هم الذين ينجون من هذا الألم النفسي والشقاء، حيث صار البشر أكثر انغماسا في مشاكلهم، ويحملون على أكتافهم الكثير من المشاعر والتأثيرات السلبية، وهو ما يدفعهم إلى البؤس المؤدي إلى العديد من الأمراض النفسية والعضوية والمشكلات، فأغلب الناس يستسلم لكل ما يمر به من سلبيات حاملا إياها على كاهله، كيف يمكن للإنسان التعامل مع ضغوط الحياة اليومية وتقلباتها وأزماتها؟ كيف يتعامل مع المشاعر التي لا يرغب فيها؟ كيف يسمح لها بالرحيل ويتحرر منها ومن تأثيراتها في الصحة والعمل والعلاقات؟

عن ماذا يتحدث كتاب السماح بالرحيل؟

في كتاب السماح بالرحيل يقول ديفيد هاوكينز المشاعر تسير العقل وأفكاره، ولأن أكثر الناس يقضون حياتهم في قمع مشاعرهم وكتابتها والتهرب منها، فإن الطاقة المكبوتة تتراكم وتبحث عن مخرج للتعبير من خلال الألام والاضطرابات النفسية والجسدية والسلوك المضطرب في العلاقات الشخصية، والحل حسبه في تقنية يسميها تقنية التسليم أو السماح بالرحيل وهي عبارة عن نظام واقعي يقضي على العقبات والمتعلقات، وهي ألية التخلص من المشاعر المختلفة بوعي وبناء على رغبتنا دون أن يؤثر علينا المحيط من حولنا لنشعر بالراحة والخفة والحرية، وتساعد هذه التقنية على التخلص من حدة التوتر وزيادة الوعي، والهدف منها هو اتصالنا بمشاعرنا الداخلية والتعرف على ذواتنا الحقيقية التي كانت غائبة عنا.

من هو الدكتور ديفيد هاوكينز؟

الدكتور ديفيد هاوكينز فيلسوف أمريكي وطبيب نفسي وباحث ومحاضر ومؤلف، وله العديد من الكتب حول الوعي والإدراك مثل العلاج والشفاء، حيث تجاوز مستويات الوعي والقوة مقابل الإكراه والسماح بالرحيل، والطريق نحو التسليم وهذا هو موضوعنا لهذا اليوم.

الفصل الأول: مقدمة

يعد كتاب السماح بالرحيل من أشهر كتب دايفيد هاوكينز، ويرتكز في أساسه على الإجابة على السؤال المحير: كيف نتحرر من المشاعر السلبية وتأثيراتها في الصحة والعلاقات والعمل؟ وما الهدف الرئيسي منه؟ فحسب الكاتب، هو يريد أن يوضح لك أفضل طريقة للتعامل مع أفكارك وعواطفك من السماح برحيل غضب تحمله منذ الطفولة وحتى الوعي بالذات، حيث ان الحالي هو مفيد للناس عامة، ومفيد لشخص يطمح للنجاح، شخص يخوض طريقا للعلاج في محاولة الشفاء من مشكلات نفسية أو جسدية، فما هي إذن تقنية التسليم أو السماح بالرحيل؟ وصف الكاتب هذه الألية بأنها عملية التخلص من المشاعر المختلفة بوعي وبناء على رغبتنا دون أن يؤثر علينا المحيط من حولنا وردات فعلنا تجاهه، فهو أشبه بانقطاع مفاجئ لضغط داخلي وكأننا نفقد الوزن بصورة مفاجئة لنشعر بالراحة والخفة والحرية.

الفصل الثاني: ألية التخلي

يقول الكاتب أن ألية السماح بالرحيل قد جربها الجميع في مناسبات مختلفة، مثلا هناك أمر ما يشغلك حيث تنفعل وتغضب من أجله ثم وبشكل ما تجد نفسك تضحك على الأمر كله متحررا من كل المشاعر السلبية فتشعر بالراحة! يا صديقي الرائع إن مررت بتجربة مماثلة شاركها معنا في التعليقات، والهدف من التسليم هو اتصالنا بمشاعرنا الداخلية والتعرف على ذواتنا الحقيقية التي كانت غائبة عنا، والقيمة التي نحصل عليها عند معرفة كيفية ممارسته؟ هي إمكانية الانفصال عن أي مشاعر في أي وقت وأي مكان.

يوضح الكاتب أننا في غالب الأحيان نتعامل مع المشاعر بأحد هذه الطرق، والتي تؤدي في الأخير إلى تعقيدها:

  1. القمع والكبت: في الغالب يحدث الكبت بلا وعي، أما القمع فيكون بوعي منا، فنحن لا نريد إزعاج أنفسنا بمشاعرنا، ومن خلال هاتان الطريقتان فإننا ندفن مشاعرنا ونضعها جانبا حتى نتخلص من الانزعاج الذي يصاحبها، وهذه المشاعر المقموعة تظهر فيما بعد على صورة اضطرابات أو عقد نفسية أو مشاكل صحية من قبيل الأرق والصداع وارتفاع ضغط الدم إلى أخره.
  2. التعبير: بينما يتم قمع المشاعر يتم التنفيس عن جزء منها من خلال إيجاد شخص نشاركها معه أو إفراغها على الأخرين بصورة عدوانية في العمل أو في البيت أو أي مكان أخر وهذا يؤدي إلى تدهور في العلاقات قد يصل إلى تدميرها أحيانا.
  3. الهروب: الهروب من المشاعر وتجنبها عبر الإلهاء وهو أساس صناعة التسلية من التليفزيون والسينما والألعاب إلى مواقع التواصل وغيرها، فلكل طريقته في الإلهاء قد تتحول في النهاية إلى إدمان، وهذا يؤدي إلى فقدان الوعي بصورة تدريجية وكبح النضج العاطفي.

ما هو مصدر التوتر الحقيقي؟

يقول هاوكينز أن مصدر التوتر الحقيقي داخلي وليس خارجي كما يظن الناس، فمثلا الاستعداد للاستجابة لخوف يعتمد على كمية الخوف الداخلية المستثمرة من دافع ما فالعالم بالنسبة للشخص المذعور هو مكان مرعب وللشخص العصبي هو مكان فوضوي مليء بالإحباط، فما نحمله داخلنا يلون عالمنا، وأساليب علاج التوتر اليوم تركز على معالجة أثاره أو مسبباته بدلا من معالجة التوتر نفسه كمحاولة تخفيف الحمى بدلا من علاج سبب الإصابة، ومن هنا تأتي أهمية ألية السماح بالرحيل التي تداوي الأسباب حسب الكاتب.

ما هو الحل للتخلص من هذه المشكلات؟

الحل لا يكمن بإيجاد الإجابات بل بالبحث عن السبب الحقيقي للمشاكل ومن ثم معالجتها، حيث يقول ديفيد هاوكينز إن السماح بالراحل يبدأ بتقبل المشاعر التي تصاحب حالات مختلفة مثل السماح لها بالظهور وأخذ مجراها الطبيعي دون تهذيب أو تغيير، فالتقنية عبارة عن بقائك مع الشعور وتخليك عن أي جهود تسعى لتحسينه دون مقاومتها، فذلك كفيل فقط بجعل شعورك يستمر، وهي كذلك فعدم السماح للأفكار بزيادة السلبية في مشاعرنا ثم التخلص منها ومحاولة نسيانها مع مرور الوقت، وفهم المشاعر الأساسية والتعامل معها بطريقة صحيحة هو أكثر فائدة وأقل استهلاكا للوقت من التعامل مع أفكار المرأة. كيف إذن ندرك مشاعرنا ونتعامل معها؟

  • راقب المشاعر دون أن تفعل أي شيء حيالها فعندما نمتنع عن محاولة تغييرها ستتحول إلى شعور أخر وسيصل صاحبها إحساس أكثر خفة.
  • تجاهل الأفكار المتكررة المصاحبة للشعور وركز على الشعور ذاته حتى تتعرف على سببه الحقيقي الذي هو الضغط المتراكم، وأما الأفكار فهي أعذار من صنع العقل.
  • لا تدن هذه المشاعر ولا تقاومها فقط تقبل وجودها.
  • جردها من طاقاتها من خلال السماح لها بالرحيل تدريجيا للتخلص من الأفكار المصاحبة لها.
  • الأن ستختفي الأفكار المرتبطة بهذه المشاعر وتحل محلها الفكرة النهائية التي ستعالج الموقف.

تشريح العواطف أو المشاعر

رسم ديفيد هاوكينز في كتابه مجموعة من المشاعر أو المستويات التي تنتاب الإنسان في كل موقف يمر به حسب درجة نضجه ووعيه الذاتي، ويقول أنه اعتمد في ذلك على طريقة بسيطة، حيث يقول الكاتب أنه كلما سمحنا برحيل المشاعر السلبية سننتقل من مستوى مشاعر أدنى إلى أخرى أعلى نكون فيها قادرين على التعامل مع المواقف المشابهة للمشاعر التي سمحنا لها بالرحيل حتى نصل لمستوى الشجاعة، وقد لا تختفي هذه المشاعر جميعا في مستوى الشجاعة حتى نكون قادرين على التعامل معها وحل المشكلات، ومن مستوى الشجاعة يستمر الصعود إلى غاية حالة السلام.

مستويات اللامبالاة

كلما تخطينا أزمة في الحياة نقف في مفترق طرق: هل نسامح ام نكره؟ هل نتعلم وننضج أم نغضب؟ هل نختار الأمل أم الإحباط؟ فكل تجربة تعد فرصة لنرتقي أو ننحدر فالإنسان حر في أن يختار التشبث بالعواطف المضطربة أو أن يسمح لها بالرحيل، ولكن عليه أن يفكر مليا في الثمن الذي عليه دفعه حين يختار التشبث بها، وأن يفكر في النتيجة التي سيصل إليها، ويبدأ هاوكينز في وضف هذه المستويات باللامبالاة.

ملاحظة صغيرة!! بعض أسماء المشاعر أو المستويات هنا قد لا توافق ما اعتدناه من تعريفات، فهي فقط وصف لمجموعة مشاعر يصفها الكاتب في إطار معين فمثلاً اللامبالاة ويعني بها الكاتب هنا الشعور بأنه لا يمكننا فعل أي شيء حيال وضعنا، ولا يمكن لأي شخص أخر المساعدة فهي العجز واليأس، وهي مرتبطة بأفكار مثل من يهتم وما الفائدة؟ إنه الإحباط والهزيمة والانسحاب والتوقف عن الفعل، والهدف منها هو طلب المساعدة مع شعور أنها غير ممكنة، حيث إن اللامبالاة هي الثمن الذي يدفعه المرء واكتفائه بقص صوره وقبوله به، ما يحصل عليه من خلال لعب دور الضحية.

كيفية التخلص من اللامبالاة

للتخلص من اللامبالاة، فإن الخطوة الأولى هي إدراك أنها دفاع ضد الخوف والخطوة الثانية هي إدراك أن الخوف هو في الحقيقة رغبة والخطوة الثالثة هي الاعتراف بالرغبة والخوف وهي أن نصبح أكثر وعيا بمعني البدء في البحث عن حقيقة أنفسنا بدلا من السماح بشكل أعمى بأن يتم التحكم فينا سواء من الخارج أو من خلال الصوت الداخلي داخل العقل الذي يسعى إلى إحراجها وتحقيره ويركز على أن كل هذا منهك وغير مجدي، وإذا نظرت إلى أفكارك بطريقة موضوعية، يمكنك أن ترى أنها مجرد أفكار عشوائية حدثت في ذهنك، وهي ليست مقدسة، وكلما أصبحنا أكثر وعيا، يمكننا توقيف سلطة أفكار العقل بالتشكيك فيها لرؤية هل هي حقا صحيحة ومنطقية أم لا.

طريقة أخرى للتخلص من اللامبالاة

تقنية أخرى للتخلص من اللامبالاة هي اختيار مرافق ممن تمكن بالفعل من تجاوز المشكلات التي نمر بها حاليا، فالإجابة معدية ويمكننا كذلك الاستفادة من خبرات مثل هؤلاء، الأسى هو شعور مشترك بيننا يشعرنا بأن الأمور صعبة جدا وأننا لن ننجح، وهو شعور بالحزن لأن شيئا ما تريده قد ذهب، وإنه شعور بالخسارة والوحدة وخيبة الأمل والتشاؤم، حيث يحمل معظم الناس قدرا كبيرا من الحزن المكبوت، خاصة الرجال الذين يميلون إلى إخفاء هذا الشعور، حيث يعتبر البكاء جبنا وأمرا يتعارض مع الرجولة، يخاف معظم الناس من مقدار الحزن الذي قطعوه ويخافون أن يغمره ويهيمن عليهم ذلك يوما ما، فبمجرد أن يسمح المرء للأسى بالظهور ويحرر نفسه منه، سيشعر بالسلام ويستطيع التواصل مع مشاعره ويتعامل معها فيصبح أكثر كفاءة وخبرة ونضجا وأكثر قدرة على التواصل مع الأخرين وأكثر تعاطفا، حيث إن الأساس النفسي لكل الأحزان واحد وهو التعلق فالتعلق تبعية، ولهذا هو يحمل في جوهره الخوف من الخسارة.

الحالة الذهنية الأولى التي تسبق التجربة الفعلية

بسبب طبيعة التعلق فإن الحالة الذهنية الأولى التي تسبق التجربة الفعلية للخسارة هي الخوف من الخسارة، ويمكن أن يكون الخوف من الخسارة للمفارقة أهلية إحداث تلك الخسارة فمثلا الزوجين اللذين ينكران تدهور علاقتهما خشية الانفصال، فلا يتخذان أي إجراءات إصلاحية ليصل بهم الأمر إلى الانفصال فعلا، السياسيين الذين يتجاهلون النظر في قضايا اجتماعية أملا في انتهائها من تلقاء نفسها، يتفاجأون بأنها كانت السبب في فقدان مراكزهم، وهذا يحدث من حولنا يوميا وقد جربه الجميع، فكلنا جربنا الندم على عدم اهتمامنا بعلامات تنذر بحدوث المحتوم.

الفصل الثالث: تحليل العواطف

يجب على الشخص الذي يشعر بالحزن وأن يتعامل مع المشاعر المتعلقة بالخسارة، وإن لم يفعل ذلك، فسيكون عالقا في الحزن، حيث ان السماح للخوف من الخسارة بالرحيل من خلال تحليل ما يعنيه رحيل ذلك الشخص أو الشيء يجعلك غير مضطر للتظاهر بأنه سيبقى للأبد، فالجميع جرب كل أنواع الخوف أو بعضها على الأقل من أقصى درجاته وهو جنون الارتياب، مرورا بشعور بالفزع والتهديد، وكلنا ارتعدت فرائسه من خوف يصاحبه خفقان شديد وذعر وصولا إلى الهلع وهو الخوف المزمن، وأنواع الخوف كثيرة جدا، فقل أي شيء سيقابله نوع من الخوف، الخوف من الفشل ومن الألم ومن الرفض ومن التغيير ومن المسؤولية ومن القرب ومن البعد ومن فقدان الأماني والخوف من الخطر ومن المرتفعات ومن الإدانة إلى أخره، حتى أصبح الخوف منتشرا للغاية لدرجة أنه يشكل العاطفة السائدة في عالمنا بالنسبة لمعظم الناس، فالخوف هو المسيطر لدرجة أن حياتهم تشكل حقا مجموعة عملاقة من الأجهزة التعويضية للتغلب على مخاوفهم.

كيفية التعامل مع العواطف

الأمر الأول هو أنه يجب على المرء تقبل مشاعر الخوف وإدراك بأنها جزء منه ،ثم تخلص من الأفكار التي تغذيه واستبدالها بأخرى تساعده على المضي قدما، والأمر الثاني الذي عليه فعله هو اكتساب الشجاعة للسماح برحيل مشاعر الخوف من خلال مواجهة ذلك الخوف، والسماح للأخطاء بالحدوث وتقبلها، ومن ثم تحدي نفسه وقبولها بكل عيوبها ليكون داعما ومشجعا لغيره، ففي كثير من الأحيان يمكننا تهدئة مخاوف شخص ما من خلال مجرد وجودنا المادي والطمأنينة التي ننقلها إليهم ومحيطهم بها.

ما هو شعور الرغبة؟

وبالنسبة للرغبة يتراوح هذا الشعور ما بين الرغبة المعتدلة والاستحواذ، مثل التعطش لشيء أو شخص ما، ويمكن أن يعبر عنه أيضا بالجشع والأنانية وحب التملك والحسد والغيرة، وخاصية هذا الشعور الكامنة هي الانسياق، فتفقد حريتنا حين تقودنا الرغبة فتستعمل بيدنا وتتحكم بنا وتحركنا كما تشاء، والسماح برحيل الرغبة لا يعني أن تفقد الرغبة المحمودة في تحقيق أحلامك وأهدافك وتطلعاتها المشروعة، بل السماح برحيل الأنانية والتوق والحسد والغيرة التي هي مشاعر الرغبة المذمومة.

ما هو شعور الغضب؟

وبالنسبة للغضب، وهو يتراوح بين الاستشارة غضبا والاستياء المعتدل، وهو يشمل الحنق والسخط وحب الانتقام والغيرة والكراهية والاحتقار والجدل والخصومة ونفاذ الصبر والعدوانية والنفور وسرعة الانفعال والعبوس والتجهم والعناد، حيث يقول الكاتب يمكننا استعمال الغضب بإيجابية واستخدامه لإشعال طموحنا وأفعالنا بطريقة نافعة، سنستعمل هذه الطاقة مثلا بطريقة بناءة لمصلحتنا، فتكون إلهاما مثلا للعمل على مشروع أو لتنقل لنا إلى مستوى أعلى في عملنا، وحتى في علاقاتنا الشخصية يمكن الاستفادة من طاقة الغضب لإلهام في تحسين مهارات الاتصال لدينا. فالغضب يمكن أن يلهمنا بإعادة الاهتمام أو تكريس المزيد من الجهد والمحاولة، ويمكن أن يلهمنا النظر إلى ذواتنا الداخلية للتخلي عن المشاعر السلبية من خلال القبول، قبول الموقف بدل الشعور بالغضب تجاهه، وفي العموم الغضب مقيد وليس محرر فهو يربطنا بشخص أخر أو بموقف أخر ويجعلنا نحمل ذلك الشخص في حياتنا ونظل عالقين في سلبيته حتى نسمح برحيل ذلك الشعور، لكن الشعور نفسه سيعود من جديد ليس من نفس الشخص ولكن سيظهر أخرون يحملون نفس الصفات التي تثير غضبنا ليتكرر الأمر دائما حتى نتمكن أخيرا من علاج غضبنا الداخلي، ويختفي الناس الذين يحملون تلك الصفات من حياتنا، فكأننا لم نعد نرهم فنصبح أحرارا ونشعر بهدوء وراحة النفسية لأننا سمحنا للغضب بالرحيل.

ما هو شعور الفخر؟

وبالنسبة للفخر وهنا يقصد به الكاتب الغرور هو عكس التواضع والتعالي والتعنت والتبجح والتعارف والازدراء وظن المرء أنه أفضل من الأخرين، على عكس المغرور، يتمتع المتواضع باحترام الذات و بالأمان الداخلي فلا يمكن إدانته، فإنه محصن قد سمح للغرور بالرحيل وحل محله تقدير الذات حيث الوعي الداخلي بقيمة الشخص، وبمجرد اتصالنا بطبيعة ذاتنا الداخلية لم نعد بحاجة للغرور لأننا نعرف أنفسنا حقا وهذا يكفينا فلا نحتاج إلى موقف دفاعي على عكس الغرور الذي هو دفاع عن النفس، فهو دائما في موقف دفاعي، عن مظهره، عن مهنته، عن ثيابه، عن أصله الى اخره فهناك دائما حساسية من اراء الأخرين، إن الشعور بالفخر بسبب ممتلكاتنا أو أفكارنا وأعرافنا يؤدي في النهاية إلى الشعور الدائم بضرورة الدفاع عنها لتصبح في الأخير هي من يمتلكون وليس نحن من نمتلكها.

ما هو دواء الغرور؟

يقول الكاتب أن الإمتنان هو دواء الغرور، فإذا شعرنا بالامتنان بالهبة التي منحت لنا فالذكاء والجمال والموهبة وغيرها فسيدخل في حالة من السلام الذهني، وحتى ما حصلنا عليه من مساعينا يعتبر نوعا من الهبة، فالأهداف سعوا أضعاف مساعينا ولكنهم في النهاية لم يحصلوا ربع ما حصلنا، حيث يقول هاوكينز عندما نكون على استعداد للسماح برحيل الأمان المزيف الذي نجنيه من الفخر والغرور، ستختبر الأمان الحقيقية المرافقة لتقبل الذات والشجاعة، وبعد هذا ينتقل الكاتب إلى تفصيل المشاعر أو لمستويات الإيجابية ويبدأ معها بالشجاعة ويقول أن الشجاعة حالة إيجابية تشعرنا بالاطمئنان ويشعر الشخص فيها بأنه ماهر وكفء وقادر ومعطاء مع الشعور عموما بحيوية الحياة، ويكون الشخص قادرا في هذا المستوى على الثقة والوضوح والنشاط والمرونة والاكتفاء الذاتي، عندما تكون لديك الشجاعة، فأنت تعلم أنه يمكنك التعامل مع ما يجري بداخلك، وتستطيع النظر إلى مخاوفك ومواجهتها بقصد قبولها والتخلص منها، وهي تزيد من احترامنا لذواتنا وتحقق احترام الأخرين لنا.

ما هو السلام؟

وبالنسبة للسلام، ففي هذا المستوى تغيب السلبية تماما، تختبر الطمأنينة والسكون والهدوء الداخلية والقناعة والشعور بالحرية حيث تصبح الأفعال سلسة وعفوية، وتختفي كل المشاعر السلبية ولا يكون هناك قلق بمجرد أن يعيش المرء تجربة السلام حسب الكاتب، فلا يعود ضحية العالم ولا يقع تحت تأثير هذه الفكرة مجددا، فعندما يسمح بالرحيل ويستمر التسليم تزول سحب المشاعر السلبية، وستشرق شمس السلام الداخلي بعد أن فصلنا المستويات أو المشاعر السابقة.

ما هي علاقة التوتر بالأمراض الجسدية

ينتقل بنا الكاتب إلى علاقة التوتر والأمراض الجسدية حيث ان معظم التوتر الذي ينتج عن الاضطرابات العاطفية والجسدية ينشأ من الناحية النفسية، وكلما تم السماح برحيل كمية أكبر من التضييق النفسي، قلت إمكانية تعرضنا استجابتنا للضغط والأمراض المتعلقة به، حيث إن تأثير المشاعر المقموعة المكبوتة مع العوامل المحفزة للضغط هي المسؤولة عن أغلب الأمراض النفسية والجسدية، فيمكن إذن تقليل فرص الإصابة بالأمراض من خلال إزالة عوامل التوتر الداخلية، وهذا من خلال الاعتراف بالمشاعر المقموعة والسماح لها بالرحيل كما قلنا أنفا، حيث ان التوتر هو استجابة الجسد لتهديد محتمل حقيقي أو وهمي على أمن المرء أو توازنه البدني، وقد يكون التحفيز داخليا أو خارجيا قد يكون جسديا أو عقليا أو عاطفيا، ومن المعلوم أن زيادة مستويات التوتر هو أحد الأسباب الرئيسية في أمراض الجهاز الهضمي وأمراض القلب، حتى أن الباحث ريتشارد جيفريز وجد أن هناك علاقة ما بين التوتر وكبح الجهاز المناعي وتطور مرض السرطان.

ما هو علاقة التوتر بالأداء العاطفي

إن إمكانية التعرض للتوتر ترتبط مباشرة بالمستوى العام للأداء العاطفي، فكلما كان الإنسان أفضل في مستوى المشاعر التي ذكرنا سابقا قلت استجابته لمسيرات التوتر، وفي إحدى الدراسات قيل لمجموعة من النساء بأنه سيتم حقن لهن بهرمون يذكر موعد الحيض بأسبوعين، ومع أنه تم حقنهن بمحلول ملحي، إلا أن أكثر من سبعين بالمئة منهن ظهرت عليهن متلازمة ما قبل الحيض بكل أعراضها النفسية والجسدية، وهذا ما يعرف بتأثير الدواء الوهمي أو البلاك سيبو، فالجسد إذن يستجيب للعقل وأفكاره فيميل إلى إظهار ما يؤمن به العقل الذي يتمسك باعتقاد ما بالوعي أو اللاوعي، فالقوة التي نمنحها نحن الاعتقاد ما هي ما يعطي أي شيء من القوة للسيطرة علينا، فبمجرد الاعتقاد أنك ستصاب بالزكام لا محالة في موسمه، يجعل جسدك أكثر قابلية للإصابة، ومن الغريب أن الأشخاص الذين يمضون الكثير من الوقت في القراءة ومشاهدة كل ما يخص الأمراض المختلفة هم أكثر عرضة وقابلية للمرض من غيرهم، فالجسد يتفاعل مع ما تؤمن به، فإذا اعتقدت بأن شيئا أو طعاما أو غير ذلك سيضر ضرك فسوف يضرك بالتأكيد.

ما هي الطريقة الوحيدة لتغيير أجسادنا؟

تغيير أفكارنا ومشاعرنا هو الطريقة الوحيدة لتغيير أجسادنا، فيجب أن نتخلى عن المعتقدات والأفكار السلبية، وكذلك ضغوط المشاعر السلبية التي تغذيها، وعلينا أن نلغي البرمجة السلبية التي تأتينا من العالم الخارجي وكذلك من أنظمة معتقداتنا، ومن ثمرات السماح بالرحيل هو التأثير الأكثر وضوحا للتخلي عن المشاعر السلبية وهو النمو العاطفي والنفسي المستمر، بالإضافة إلى حل المشكلات طويلة الأمد، وعندما نبدأ في تجربة التأثيرات القوية لإزالة الحواجز التي تحول دون الإنجاز والرضا في الحياة، نشعر بالسعادة وندرك بسرعة أن الأفكار المقيدة والمعتقدات السلبية كانت نتيجة للمشاعر السلبية المتراكمة، وعندما نتخلى عن مثل هذه المشاعر، يتحول نمط تفكيرنا من لا أستطيع إلى أستطيع، وأنا سعيد بفعل ذلك.

على الرغم من أن التسليم أو السماح بالرحيل يبدو عملية بسيطة ومباشرة، إلا أن أثارها طويلة المدى وعميقة، فيمكن لعملية تسليم صغيرة وبسيطة أن تؤدي في بعض الأحيان إلى تغيير كبير، وهذا كان باختصار ملخص كتاب السماء بالرحيل، ويمكنك مشاركة أفكارك معنا في التعليقات أسفل هذا الموضوع وترك رأيك بالتعليقات.

تنتمي هذه المقالة إلى: