ما المقصود بالمادة المظلمة والطاقة المظلمة؟ في البداية يجب أن نوضح أن المادة المظلمة والطاقة المظلمة هما مفاهيم تندرج تحت نطاق الفيزياء، وهما عاملان أساسيان لفهم التكوين الأولي للكون وكذلك تطوره إلى يومنا هذا، وفي السنوات الأخيرة انتشرت الشكوك بين الباحثين وأصبح هذا الموضوع هو موضوع مثير للجدل، ولذلك سنحاول ان نوضح هذه المفاهيم بشكل مبسط وننتظر تعليقاتكم أسف المقال لنعرف الراي السائد في هذا الموضوع.

ما هي المادة المظلمة وما هي خصائصها؟

تقوم المادة المظلمة بتشكيل غالبية كتلة المجرات وكذلك العناقيد المجرية، وهي المسئولة أيضاً عن عملية التنظيم في المجرات، ولذلك يتم دراسة ومراقية المجرات المختلفة ولذلك للتعرف على بنيتها ومعرفة مدى تأثير المادة المظلمة عليها، ولكن حتى الآن يقوم العلماء والبحاثين في هذا المجال باستنتاج الشكل التخيلي للجسيمات المكونة للمادة المظلمة وذلك بسس عدم وجود قياسات مباشرة وصريحة لسلوك هذه المادة، ولذلك يتم الاعتماد على الأدلة غير المباشرة في عملية الاستنتاج.

بعض خصائص المادة المظلمة

  1. المادة المظلمة بطبيعتها غير مرئية، حيث إن جميع أنواع الضوء يمكنها العبور من خلالها كأنها جسماً كامل الشفافية، ويتضمن ذلك جميع أنواع الاشعاعات الكهرومغناطيسية.
  2. تمتلك المادة المظلمة كتلة، وتم التعرف على ذلك بفضل تأثير الجاذبية من قبل العلماء والباحثين في هذا المجال.
  3. لا يمكن للمادة المظلمة التفاعل مع المواد العادية، والتي بطبيعتها تتكون من ذرات وهذا الأمر يعتبر مستحيلاً.
  4. تظهر المادة المظلمة التي كونت المجرات على شكل “هالة” تحتضن المواد العادية الأخرى التي تتكون منها المجرات.
  5. تتواجد المادة المظلمة في أنواع محددة من المجرات مثل المجرات القزمية والتي يصعب ملاحظتها، وفي حالة المجرات الأكبر نسبياً تكون أعلى سطوعاً من المجرات القزمية.
  6. تمثل المادة المظلمة 27% تقريباً من محتويات الكون كاملاً، حيث إنها تساهم في الكتلة الكلية وكذلك محتوى الطاقة في الكون.

ما هي الطاقة المظلمة وما هي أهم خصائصها؟

هناك تأثير غامض هو المسئول عن عملية التوسع المتسارعة للكون، قام العلماء باطلاق مصطلع “الطاقة المظلمة” على هذا التأثير، حيث إن الطاقة المظلمة هي المهيمنة والمسيطرة على مستقبل الكون ككل، وهي المسئولة عن عمليات دفع المجرات بعيداً وتوسيع الفارق بينهم، وهذا تم اكتشافه بواسطة العلماء بعد دراسات أثبتت أن المجرات تبتعد عنا، وتفسير هذا الأمر أن الكود يقوم بعمليات توسع مستمرة ويأخذ معه المجرات، وبحلول عام 1998م، قام فريقان من الباحثين في هذا المجال بالإعلان عن قيامهم بقياس التوسع الكوني بدرجة كبيرة من الدقة، ووجدوا أن هذه السرعة تزداد، وأوضحوا ايضاً أن هناك قوة غريبة هي المسئولة عن هذا التوسع السريع، وتعمل هذه القوة على مقاومة الجاذبية وذلك لجعل الكون يتمدد بهذا المعدل الكبير، وهي قوة “الطاقة المظلمة” وبطبيعتها أيضاً تكون غير مرئية كالمادة المظلمة.

بعض خصائص الطاقة المظلمة

  1. التأثير على الكون: يتمدد الكون بشكل متسارع طبقاً للأبحاث الفلكية المنشورة، وهي نتائج غير متوقعة وغير متوافقة مع التوقعات التي تنتج عن قوى الجاذبية للمواد المرئية.
  2. الطبيعة الغامضة: حتى الآن لا يزال هناك الكثير من الأشياء الغير معروفة عن طبيعة المادة المظلمة، على الرغم من مشاهدة آثارها الواضحة على الكون.
  3. تأثيرها المشابة لقوة الطرد المغناطيسي: تتصرف الطاقة المظلمة كأنها قوة طرد مغناطيسي سلبي، وهذا يعتبر غير متوافق ومتناقض مع قوى الجاذبية التي تقوم بجذب الكتل باتجاه بعضها.
  4. ثباتها في الفضاء مع مرور الزمن: يعتقد العلماء أن الطاقة المظلمة لا تتغير مع مرور الوقت والزمن، ولا تتغير ايضاً مع مقدار التوسع الكوني، ولكنها تبقى ثابتة على مقياس الكون.

تعتبر الدراسات والابحاث المتعلقة بهذه الطاقة من أكبر التحديثات العلمية في السنوات الأخيرة، فعلى الرغم من فهم خصائص هذه الطاقة إلا أن هناك الكثير من الأمور الغامضة حتى الآن، ولذلك تستمر الأبحاث إلى يومنا هذا لاكتشاف المزيد عن هذه الطاقة وكشف المستور عن هذه الظواهر.

وفي نهاية المقال، نريد أن نفتح نقاشاً علمياً في هذا الموضوع من خلال التعليقات أسفل هذا المقال، ونتمنى أن يكون نقاشاً علمياً لا يحتوى على اساءات، ونتمنى أن نحترم الآراء المختلفة ونفتح جدال علمي مفيد للاجابة عن هذه الاستفسارات، فهل لديك تفسير واضح لهذه الأمور..؟ ننتظر تعليقاتكم بالأسفل.

تنتمي هذه المقالة إلى: